-->
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

خاطرة للكاتبة منى عبدالله

شيءٌ من الموتِ قادم 
يدور حولي العالم
انه أقرب إلى أن يكون
مكانًا للصمت لا الحياة
شيئًا هنا في حرماني يدفعني إليك
شيءٌ منك قادم
حياة تنبعث من الأموات
تنطلق من ذكرياتهم ومن صورهم
هناك خوفٌ قادم أيضًا
لمستقبل يخلو منهم ..
هناك اندفاعات مشاعر متناقضة
شوقٌ وفرح وحزن !
هناك أنت قادم بشكلٍ آخر
على هيئة مطر يحجب الرؤية عن كل شي سواك
على هيئة كتاب ضخم لا ينتهي
على هيئة قصة أحيكها لأطفالي
وأراك بكل سطرٍ فيها
تأتي أنت إليّ وكأنك لم تمت يومًا
تعيش فيّ من جديد وتنمو في صدري
تحيا بشكلٍ آخر ، تحيا على هيئة حب متجدد
تسلبني بمجيئك من سهادي
تضعني بمواجهة فراقك المحتم
يلوك قلبي هذا اللقاء
.
يا الله لو انني بريئة من حبٍ عظيم كهذا !
لو انني لم أتجرأ يومًا على إطعام قلبي منك ،
لو انني خذلت عاطفتي هذه المرة ، كما افعل دائما
يا الله كيف أن حبك يهوي في إلى طريقٍ لا أعرف نهايته ..
ويا الله كيف أن أحلامي تتجرأ وتكبر وتتحدى ضعفي
كم يتمنى هذا الحب أن ينمو على مهل
أن يتسابق مع الساعات والأيام لحظات توهجه ..
كيف أن الموت جعله يشيخ
جعله حبًا عظيما لدرجة الموت
لدرجة المستحيل من أن يخترقه رجلاً اخر
كيف لو أننا نملك أعمارًا طويلة
وأحبك بكل ثانية من هذا العمر
كيف لو اننا حين التقينا لم نلتقي
لم نقترب ولم تدس قلبك في صدري
وتموت !
هناك شيئًا يبعثك إلي هذا المساء
أنت ورائحتك وقميصك الأزرق
ودعاباتك التي لم تضحكني يومًا
هناك حدثٌ ضخم يدعوني لملاقاة الشوق
فوق فنجال قهوة حزين مثلي ، نتكيء على بعضينا !
هناك رسائل ستكتب حتى تسقط يدي
هناك أنتَ يا وطني المنكسر ، يا بلادي الراحلة ،
يا صباحات الحياة التي شرقت من عينك ،
يا طفلي وأبتي وملاذي وحاجتي وإحتياجي
وصدقي وطهري وعنفواني ..
ولا أنتهي من اسمائك في صدري
هناك حبٌ يخبرني أنك فيّ وان جزء مني ميتٌ فيك .. أنا نصف ميتة وأنت نصف حياة
هناك أنا وأنت هذا المساء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

copy 2016 جميع الحقوق محفوظه أوسكار الأدب
تصميم : AHMAD